اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في مؤتمر صحفي عقده في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في جنوب لبنان بحضور وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون وقائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان ستيفانو دل كول وممثلة المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش نجاة رشدي.
الرئيس بري استهل مؤتمره الصحفي بالقول:
نرحب بداية بالحضور الكريم فالتمهيد ليس له علاقة بما سنعلنه رسمياً لقد وقع اتفاق الهدنة بين لبنان والكيان الاسرائيلي عام 1949 باشراف رئيس الامم المتحدة آنذاك ومشاركة كولونيل أميركي اسمه كيمنون كذلك تم ليس من فترة بعيدة ترسيم الخط الازرق على الحدود البرية او قسم منها برعاية اليونيفل وانطلاقا من تفاهم نيسان 1996، واثر التأكد من وجود غاز ونفط في حدودنا البحرية، انطلقت شخصيا منذ عام 2010 اي منذ عقد من الزمن تماما بمطالبة الامم المتحدة وامينها العام بان كي مون لترسيم الحدود البحرية ورسم خط أبيض في البحر المتوسط الازرق.
واثر تردد الامم المتحدة وتمنعها بل وطلبها مساعدة الولايات المتحدة الاميركية بادرت بطلب المساعدة شخصياً حيث تناوب على هذا الملف من الامريكيين اولاً السفير فريدريك هوف منذ العام 2011 الى العام 2013، ثم آموس هوكستاين من عام 2014 الى العام 2016، ثم السفير ديفيد ساترفيلد من 2018 الى 2019 واخيراً مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر عام 2020 والجدير ذكره ان زيارة الوزير بومبيو الى لبنان ولقاءنا اعاد الملف الى طاولة البحث بعد ان كاد يتوقف، وبعد ان تعثر لفترة طويلة، وذلك في 22 /3/2019 والمبادرة التي تمسكت بها ومتمسك بها لبنان لوضع اطار للمفاوضات هي:
اولاً: تفاهم نيسان 1996
ثانياً: قرار مجلس الامن 1701.
ثالثاً: ان تكون الاجتماعات في مقر الامم المتحدة في الناقورة وبرعايتها وتحت علم الامم المتحدة.
أيضاً تلازم المسارين براً وبحراً بحيث لا ينفذ اي محضر برا او بحرا الا بتوقيع الاطراف وخاصة الطرف اللبناني، هذا الذي سأتلوه عليكم ايها السادة هو اتفاق اطار وليس الاتفاق النهائي. هو اتفاق اطار يرسم الطريق امام المفاوض اللبناني الذي يتولاه الجيش اللبناني بقيادته الكفوءة وضباطه ذوي الاختصاص برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية وأية حكومة عتيدة بعد اليوم انتهى عملي وآملاً بالتوفيق انشاءالله للبنان والجميع.
ثم تلى الرئيس بري اعلان ما تم الاتفاق عليه وهو التالي:
الاطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في جنوب لبنان.
آخر نسخة 22 أيلول 2020
تدرك الولايات المتحدة الأميركية أن حكومتي لبنان وإسرائيل مستعدتان لترسيم حدودهما البحرية كما يلي:
1-الاستناد إلى التجربة الإيجابية للآلية الثلاثية الموجودة منذ تفاهمات نيسان 1996 وحالياً بموجب قرار مجلس الامن رقم 1701، التي حققت تقدماً في مجال القرارات حول الخط الأزرق.
2-في ما يخص مسألة الحدود البحرية، سيتم عقد اجتماعات بطريقة مستمرة في مقر الأمم المتحدة في الناقورة تحت راية الأمم المتحدة. ستعقد الاجتماعات برعاية فريق المنسق الخاص للأمم المتحدة لشؤون لبنان (UNSCOL). إن ممثلي الولايات المتحدة والمنسق الخاص للأمم المتحدة لشؤون لبنان مستعدان لإعداد محاضر الاجتماعات بصورة مشتركة، التي ستوقع من قبلهما وتقدم الى إسرائيل ولبنان للتوقيع عليها في نهاية كل اجتماع.
3-طُلب من الولايات المتحدة من قبل الطرفين (إسرائيل ولبنان) أن تعمل كوسيط ومسهل لترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية- اللبنانية وهي جاهزة لذلك.
4حين يتم التوافق على الترسيم في نهاية المطاف، سيتم إيداع اتفاق ترسيم الحدود البحرية لدى الامم المتحدة عملاً بالقانون الدولي والمعاهدات والممارسات الدولية ذات الصلة.
5-عند التوصل إلى إتفاقيات في المناقشات بشأن الحدود البرية والبحرية، سيتم تنفيذ هذه الإتفاقيات وفقاً للتالي:
5-1: على الحدود البرية، في ما يتعلق بالخط الأزرق: بعد التوقيع من قبل لبنان، وإسرائيل، واليونيفيل.
5-2: على الحدود البحرية، إمتداداً إلى الحد البحري للمناطق الإقتصادية الخاصة للأطراف المعنية سوف يتم مخرجات المناقشات النهائية للمحادثات المتفق عليها للبنان واسرائيل لتوقيعها وتنفيذها.
6- تعتزم الولايات المتحدة بذل قصارى جهودها مع الطرفين المعنيين للمساعدة في تأسيس جو إيجابي وبنّاء مع الطرفين والمحافظة عليه، من أجل إدارة المفاوضات المذكورة أعلاه وإختتامها بنجاح في أسرع وقت ممكن.
واختتامها بالنجاح باسرع وقت ممكن انشاء الله.
وردا على اسئلة الصحافيين:
اكد الرئيس بري انه في الشق المتعلق فقط بقضية الترسيم وطبعاً اذا نجح الترسيم اعتقد ان هذا الكلام اذا وفق الله الجيش بهذا الموضوع ووفق بالتالي لبنان هناك مجال كبير انه فعلاً في البلوك رقم 8 رقم والبلوك رقم 9 كل الاستكشافات وكل الاشياء التي حصلت تثبت انهما يزخران بالمواد اللازمة ويساعدان في سداد ديننا انشاء الله.
وحول اذا ما كان هناك من ضغوط اسرائيلية واميركية يمكن ان تدفع لبنان للتنازل عن حقوقه اجاب الرئيس بالقول: كنت دائماً اقول هذا الكوب من المياه لن اعطي على قدره لاحد ولا اريد ان اخذ من احد بنفس القدر او اكثر.
واضاف: هذا الاتفاق وقع بتاريخ 9/7/2020 لم يكن هناك عقوبات ولا اي شيء آخر فموضوع العقوبات على الاخ علي حسن خليل وعلى غيره ليس لها علاقة بهذا الاتفاق، فهذا الاتفاق كنا قد توصلنا اليه وانتهينا منه، وللمصادفة ” انني برّي ما بحلى عالرص”.
وحول سؤال فيما اذا كان للتطورات الاقليمية تداعيات على هذا الاطار لاسيما موضوع التطبيع، اجاب برّي: قلت لقد بدأنا منذ عقد من الزمن اعمل على هذا الموضوع فالعرب لم يكونوا في هذا التوجه الذي هم فيه الآن، انا اتكلم عن لبنان لا اريد ان اتكلم عن اي شيء آخر غير هذا الموضوع كي لا نضيّعه نحن في لبنان موقفنا هو الذي ذكرته التمسك بهذه المبادىء التي نتفق عليها جميعاً في لبنان بدءاً من فخامة الرئيس الى آخر لبناني.
وحول ما اذا كان لبنان قد تأخر في اعمال التلزيم والتنقيب في بلوك رقم 9 وما اذا كان لبنان سيطالب بوقف اعمال التنقيب على الجانب الاسرائيلي واهمية انجاز الترسيم البري للحدود الشرقية مع سوريا اجاب رئيس المجلس: نعم صحيح لقد تأخرنا حتى بعد التلزيم لان التلزيم قد حصل وكان من المفروض ان نبدأ العام الماضي واعتقد عدم الوصول الى اطار تفاوض قبل الآن هو كان سببا للتأخير، الآن هناك وعداً بأن تبدأ توتال التي هي شركة رئيسية في الكونسورتيوم قبل نهاية العام وعندما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بيروت طلبت منه التكلم مع شركة توتال وان لا تتأخر ولا دقيقة على الاطلاق، ونتأمل ان لا يحصل اي تأخير وهذا التفاهم سيساعد على البدء بالتنقيب لانها تبعد الآن 25 كيلومتر عن الخط المتنازع عليه مع الكيان الاسرائيلي.
ورداً على سؤال اذا ما كان اليوم ينتهي دور الرئيس بري بعد الاعلان عن اتفاق الاطار وقامت اسرائيل بالاخلال بهذا الاتفاق واستقوت بما يحصل في المنطقة فمن سيدير هذا التفاوض غير المباشر مجدداً؟
اجاب برّي: قديما استضعفوا لبنان كثيرا وعام 1967 قال موشى ديان ان لبنان هو على “عيني السوداء” اما اليوم لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته لا يستطيع احد على الاطلاق تهديده، حقنا نريد ان نأخذه واكثر من هذا الحق لا نريد، نريد حقوقنا وليس اكثر وانا لست احرص من غيري على ذلك، لذلك الامر يتطلب خبرة ومراس ولا زلت اعطي مثلاً صفحة ونصف استمر التفاوض للوصول اليها عشر سنوات “طولنا بالنا قد ما فينا” وعدة مرات صار هناك ” نكول” وتهجمات عليّ من الداخل اللبناني وقالوا ان نبيه بري يأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية قلنا لهم لا وآخر من يخالف الدستور هو انا المادة 52 من الدستور هي التي تعطي الصلاحية لرئيس الجمهورية في موضوع المفاوضات والاتفاقيات الدولية لكن هذا اتفاق اطار وهو كالذي يدلك على الدرب التي يجب ان تسلكها فقط.
وحول التهديدات الاسرائيلية الاخيرة للبنان وموقف المجتمع الدولي منها: ما نحن به اليوم ما يتعلق فقط بحقوق لبنان النفطية.
وحول الانقسام الداخلي وعدم وجود حكومة في لبنان قد يجعل لبنان بموقع الضعيف في هذا الملف ؟
اجاب: لبنان عمره 6000 سنة ولا يزال في مرحلة التأسيس.