الشهيد  مصطفى شمران

الشهيد مصطفى شمران

الشهداء القادة

 

ولد مصطفى شمران في مدينة قم المقدسة بسنة 1931م ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة طهران في السنة الأولى من عمره.

أكمل شمران المرحلة الإبتدائية في مدرسة “انتصاريه” بالقرب من حي “بامنار” والمرحلة المتوسطة في مدرستي “دار الفنون” و”البرز” وكان طالبا نموذجياً في تلك المراحل. شارك في المجالس الدينية منها دروس تفسير القرآن لـ آية الله الطالقاني في مسجد “هدايت” وهو في سنّ الخامسة عشرة من عمره. تم قبوله في سنة 1953م في فرع ميكانيك الكهرباء في جامعة طهران كلية الهندسة وكان طالبا متفوقا طوال فترة الدراسة وقد نال إعجاب واهتمام أساتذته. التحق شمران بلجنة “حركة المقاومة الوطنية” بعد انقلاب 19/8/1953 و سقوط حكومة الدكتور مصدق.  كما شارك في احتجاجات الطلاب الجامعيين ضد زيارة “ريتشارد نيكسون” مساعد الرئيس الأمريكي آنذاك في 7/12/1953 وأصيب إثرها. كتب شمران في الذكرى السنوية العاشرة لتلك الحادثة مقالا مفصّلا طبع في نشرة المؤتمر الدولي لطلاب الجامعات في أمريكا.

قرر شمران سنة 1958م بعد التخرّج من الجامعة السفر إلى أمريكا للدراسة مستفيدا من منحة دراسية خاصة بالمتفوقين، وقد حاز شهادة الماجستير في هندسة الكهرباء من جامعة تكساس ثم التحق بجامعة بيركلي وأكمل مرحلة الدكتوراه في فرع الإلكترونيات وفيزياء البلازما بدرجة امتياز عالية.

واصل شمران كفاحه السياسي والديني وعلى أثر ذلك ألغيت منحته الدراسية، حيث أسّس شمران مع مجموعة من الطلاب الإيرانيين فرعا من الجبهة الوطنية تحت عنوان “الجبهة الوطنية الإيرانية في أمريكا” واختير عضوا في اللجنة المركزية والهيئة التنفيذية، كما تم اختياره كأول عضو فخري دائم في منظمة الطلاب الإيرانيين في أمريكا بسبب جهوده الحثيثة في تنمية الحركة الطلابية وكان ذلك بقرار صدر من الجمعية العامة التاسعة لمنظمة الطلاب الإيرانيين في أمريكا التي أقيمت في جامعة بيركلي في جون سنة 1962 م. وفي أوائل سنة 1960م قام شمران وبالتعاون من الطلاب الايرانيين والمسلمين من جميع البلدان الإسلامية بتأسيس “الاتحاد الإسلامي للطلاب الجامعيين في أمريكا وكندا”.

ارتأى شمران وسائر الأعضاء الأصليين في فرع حركة الحرية الإيرانية في خارج البلاد أن الحل الأمثل لمحاربة حكومة الشاه هو الحل العسكري، لذلك صمموا على تأسيس قاعدة جهادية في البلدان العربية (الجزائر ومصر) وإرسال مجموعة من الأعضاء إليها لغرض التدريب العسكري هناك. وانطلاقا من هذا القرار التقى شمران وإبراهيم يزدي القنصل المصري في واشنطن وأشادا بدعوته للسفر إلى مصر كما جرت لقاءات مع سفير مصر في سويسرا فأرسلت المجموعة الأولى سنة 1964م تحت عنوان “منظمة الاتحاد والعمل” للتدريب العسكري إلى مصر.

استمر التدريب في مصر إلى سنة 1964م إلا أن الحرب الإعلامية المصرية ضد سيادة الأراضي الإيرانية أدى إلى توتر العلاقات بين هذه المنظمة والحكومة المصرية فانتقلت إدارة العمليات إلى لبنان، هذا ولم يدم بقاءها في لبنان طويلا بسبب اضطراب الوضع اللبناني بعد حرب الأيام الستة بين إسرائيل والعرب، إضافة إلى أن العلاقات اللبنانية – الإيرانية توترت سنة 1967م مما أدى ذلك إلى قطع العلاقات بين البلدين فأصبح من المستحيل مواصلة نشاطات الحركة في لبنان وبالتالي غادر الأعضاء لبنان نتيجة تلك الضغوط.

عاد شمران إلى لبنان مرة أخرى سنة 1390هـ تلبية لدعوة الإمام السيد موسى الصدر لمواصلة النضال. فشارك شمران بتأسيس”حركة المحرومين” والفرع العسكري لها “أمل”، وتولى إدارة مؤسسة “جبل عامل” المهنبة في مدينة صور. كما انتخب شمران بعد اختطاف الإمام السيد موسى الصدر عضوا أصيلا في قيادة “حركة المحرومين”. وعمل في مركز الحركة في منطقة “الشياح”، وأسس اتحادات إسلامية للطلاب في بيروت بغرض تثقيف الشباب الشيعي المسلم، والتي تعد بمثابة النواة الأولى لحركة المحرومين. وكان لنشاطات شمران الأثر الهام في مساعدة الطبقة الفقيرة في لبنان.

عاد شمران بعد انتصار الثورة (فبراير 1979م) إلى الوطن بعد رحلة دامت 23 سنة، وقام بادئ ذي بدء بإقامة دورات تعليمية لقوات الحرس الثوري وتولّى مسؤولية تدريبهم بنفسه. لكنه وبعد تعيينه معاونا لرئيس الوزراء انشغل بحلحلة المشاكل في المناطق المتأزّمة. بدأت الفوضى والحرب المسلّحة في كردستان بعد انتصار الثورة بثمانية أيام فكلّف شمران والعميد فلاحي قائد القوات الجوية بحل الأزمة، وقد نجح في اخماد نيران الأزمة في كردستان بعد تدخّل الجيش وصمود شمران والقوات الشعبيّة.

عين شمران وزيرا للدفاع بعد عودته إلى طهران وباقتراح من مجلس قيادة الثورة وأمر من الإمام الخميني في نوفمبر 1978م فأعد برامجا لإيجاد تغييرات وإصلاحات جذرية في الجيش ومن أهمها الاهتمام بالصناعات والبحوث العسكرية والدفاعية. وكان شمران أحد أعضاء الوفد الثلاثي الذي أرسل إلى كردستان بعد الهدوء النسبي بهدف إجراء الإصلاحات والإعمار والمفاوضات السياسية مع الشعب والمجموعات الكردية. كما انتخب الدكتور نائبا في مجلس الشورى الإسلامي عن محافظة طهران بعد أن حاز على مليون صوت، كما أصبح ممثلا ومستشاراً للإمام الخميني في المجلس الأعلى للدفاع في شهر مايو سنة 1980م. ونظرا لعدم استقرار الحدود سيما الحدود الغربية، اقترح شمران تشكيل مجموعات قتالية مكوّنة من 10 آلاف شخص من القوات الشعبية. وقد صوت مجلس قيادة الثورة على ذلك وكلّف الجيش بالتعاون معه، إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك لم يوافق على المشروع، فأرجأ بسببه.

انتقل شمران بعد بدء الحرب مع عدد من المقاتلين في كردستان إلى مدينة الأهواز لإعداد القوات الشعبية ضد هجوم البعثيين ونفّذوا في الليلة الأولى عمليات فدائية ضد دبابات العدو التي كانت قد حاصرت مدينة الأهواز. ومن أهم ما بادر إليه الشهيد شمران تشكيل هيئة الحروب غير المنظمة في الأهواز واستطاع أن يخلق خطاً دفاعياً في جبهات الغرب وجنوبال أهواز. كما قامت هذه الهيئة بإنشاء وحدات هندسية نشطة بعد إعداد جماعة من المجاهدين المتطوعين وكان من برامجها إنشاء طرق عسكرية في مناطق مختلفة وإنشاء ممرات مائية لتغيير اتّجاه نهر كارون ووضعه أمام العدو للحفاظ على مدينة الأهواز، كما كان له دور مؤثر في التنسيق بين قوات الجيش والحرس الثوري والقوات الشعبية المتطوعة وقد أدت هذه الإجراءات إلى نتائج مثمرة في حركة المقاومة في الأهواز.

شارك شمران في مايو 1981م في عملية تحرير سوسنجرد وتلال الله أكبر وبعد النجاح في هذه العملية نفذ خطة للسيطرة على منطقة دهلاوية بالتعاون مع مجاهدي هيئة الحروب غير المنظّمة لكن شظية قذيفة أصابته ليسقط شهيدا في جبهة سوسنجرد ـ دهلاوية ليتم بعد ذلك نقله إلى مقبرة  “جنة الزهراء” في طهران ليدفن فيها.

كان شمران رجلا نزيها يمتلك عاطفة إنسانية عميقة ونبيلة، يتأثر ويتألم بشدّة لما يصيب البشرية. مناجاته العرفانية التي وصلتنا من خلال مخطوطاته تعبّر عن مدى الحبّ الخالص الإلهي، وحبه للنوع البشري حتى كان يعرف بين أصدقاءئه بـ “إله الحب”.

شهداء اخرين

الشهيد بلال فحص

الشهيد بلال فحص

الشهداء القادة
الشهيد حسن سبيتي

الشهيد حسن سبيتي

الشهداء القادة
الشهيد حسن عبد الأعلى قصير

الشهيد حسن عبد الأعلى قصير

الشهداء القادة
محمود فقيه

محمود فقيه

الشهداء القادة